عبد العزيز Admin
عدد المساهمات : 34 تاريخ التسجيل : 19/04/2009 العمر : 48
| موضوع: كيف تميز بين الطب البديل والتجارة والشعوذة؟ السبت مايو 09, 2009 8:21 am | |
|
كيف تميز بين الطب البديل والتجارة والشعوذة؟
بقلم: خبير التغذية والقزحية رائد طليمات
مع رواج علوم وتطبيقات الطب البديل في الآونة الأخيرة وبحث المرضى عن علاج لما يسميه الطب الغربي التقليدي بالأمراض المستعصية انتشرت على الفضائيات العربية ظاهرة الطفيليين على الطب البديل الباحثين عن ربح مادي كبير وسريع. يقول المرضى "الغريق بيتعلق بقشة" وهذا بالضبط هو مايعتمد عليه هؤلاء الطفيليين لجني أرباحهم الطائلة والسريعة حيث يقدمون للمريض أملا كاذبا على شكل إما خلطة أعشاب سرية للتنحيف وغيره أو نبات غريب أو تعويذة أو غيره مقابل مبالغ طائلة من المال, ودائما تقدم دعاية هذه الأعشاب المنحفة وغيرها بشكل مثير إما على شكل خبر عن إكتشاف جديد أو خبر عاجل. هل سألت نفسك يوما عن السبب في أن أدوية السرطان والتنحيف باهظة الثمن سواء كانت جرعات كيماوية في الطب التقليدي أو خلطات أعشاب سرية للعلاج أو التنحيف. السبب الحقيقي ليس هو أن أنتاج هذه المواد مكلف للغاية, وإنما لأن السرطان مرض خطير والمريض مستعد لدفع أي ثمن للشفاء منه.
هؤلاء الطفيليون يحققون ربحا سريعا من الأعشاب المنحفة والخلطات الطبية ولكن على حساب أمرين: الأول هو صحة المرضى حيث أن خلطات الأعشاب وغيرها التي يبيعونها كثيرا ما تسبب أذى صحي ومادي للمرضى, والثاني هو أنهم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يقدمون ذخيرة للهجوم من قبل بعض الأطباء الحاقدين على كل مايسمى بالطب البديل, حيث يصور هؤلاء الأطباء أن تجار خلطات الأعشاب للتنحيف وغيره هم ممثلوا الطب البديل الحقيقي وأنه يجب محاربة كل مايتعلق بالطب البديل بأي ثمن, والندوات التلفزيونية التي تتحفنا بهذه الفتوى لا تعد و لا تحصى حول خلطات الأعشاب المنحفة والمعالجة. وأروي هنا لتوضيح الإستماتة في محاربة الطب البديل الحقيقي القصة التالية: بعد صدور كتابي المسمى الغذاء دواء والذي إقتبست فيه جملة من كتاب ناي تشينغ للطب الصيني الحقيقة الأزلية التالية: "الأمراض التي لا تشفى بالدواء, يمكن شفاؤها فقط بالغذاء", ظهر أحد الأطباء على إحدى الفضائيات ورفض رفضا قاطعا قول الطب الصيني وقال بأن: الأمراض التي لا تشفى بالغذاء, يمكن شفاؤها فقط بالدواء. كل من أصيب بالحمى المالطية وخضع لعلاج كيماوي لشهر أو أطول ولم يتخلص من المرض ثم جرب بعدها الحمية المناسبة سيعرف أن القول المذكور في الطب الصيني هو الصحيح وأن الأدوية الإلهية هي أقوى من أدوية معامل الأدوية وتعمل بدون تأثيرات جانبية!
ستجد فيما يلي, أخي القارئ, نصائح وقواعد بسيطة تحمي مريضك والمستهلك من الغش والشعوذة المتفشية في الأعشاب المنحفة والمعالجة وغيرها.
1. فاقد الشيء لايعطيه
يجب على المعالج الذي يعلن أنه يشفي من مرض ما أن يكون هو نفسه خاليا من هذا المرض. فهل يعقل أن نشتري خلطة أعشاب لحب الشباب من شخص يعاني من حب الشباب؟! فلو كانت خلطة الأعشاب هذه فعالة لكان استخدمها ليشفي نفسه. وهل يعقل أن يعالجنا طبيب بدين من أجل تخفيض وزننا؟ وماأكثرهم! شاهدت برنامجا على التلفاز من مدة لشخص يروج لخلطة أعشاب للشباب الدائم والمفارقة هي أن الشخص المروج بدا هرما ومنهكا. وهل يحق لطبيب أصلع أن يدعي بأنه يعالج الصلع؟
2. ليس كل مانراه ونسمعه على التلفزيون صحيح
غالبية الناس تعتبر بسذاجة أن مايعرض على التلفاز يخضع لرقابة ولا بد أن يكون حقيقيا. ولكن هذا أبعد مايكون عن الحقيقة. فغالبية البرامج التي نشاهدها هذه الأيام هي دعايات مأجورة لخلطات أعشاب للضيف حيث تقدم على شكل مقابلة علمية أو خبر عاجل, ويسمح لهذا الضيف تقديم أي إدعاء عن خلطات أعشابه مهما كان من دون أي رقابة طالما أنه يدفع ثمن الظهور على شاشة التلفزيون.
3. الأسرار ممنوعة (خلطات سرية)
الصحة الحقيقية هي التي أوجدها الإنسان بنفسه بعد المعاناة من المرض. فقط إذا أوجد الانسان صحته من المرض يمكنه معرفة قيمة الصحة الحقيقية. من يعرف القيمة الحقيقية للصحة ينشر ويبشر بمعرفته المليئة بالسعادة عن طريق إعلام الآخرين بكرم وسخاء دون أي بخل. إذا كان الانسان بصحة جيدة ولا يعطي الآخرين من سعادة الصحة الجيدة فهو لا يعرف السعادة التي يجلبها العطاء وهو لايزال مريضا. هذا هو السبب أن كل من يبيع خلطات أعشاب سرية سواء كانت للتنحيف أو للعلاج أم غيرها وعادة بسعر باهظ فهو كاذب وهو نفسه إنسان مريض. الإنسان الذي بصحة جسدية وعقلية جيدة لا يعرف البخل, وإنما العطاء هو أحد مصادر وشروط سعادته. ودعونا نتذكر هنا كلمات الفيلسوف البريطاني كريسماس همفريز عن حتمية العمل لخدمة الإنسانية بدل خدمة الذات,
هناك قانون عمره عمر الإنسانية مفاده أن من ينعم الله عليه بعلم أو معرفة متميزة يجب عليه أن يستعمل هذا العلم لفائدة الإنسانية جمعاء وليس له وحده. وعقوبة المعصية هنا هي خسارة هذه المعرفة وتحولها إلى لعنة تحل به وتجعله محط شفقة كل من حوله.
4. ماحدا بيقول عن زيته عكر
من الطبيعي لشخص ما عندما يحاول الترويج لمنتج ما أن يبالغ في وصف مزاياه. وحد أدنى من العقلانية يحمينا من تصديق كلام تاجر ما عن منتجاته. ومن الأفضل سؤال من جرب هذا المنتج بدل سؤال البائع عن رأيه في بضاعته.
5. المصلحة الشخصية
عندما نسمع نصيحة لعلاج ما يجب أن ندقق في صاحب النصيحة ودوافعه. مثلا: من يعلمنا أنه يمكن علاج وشفاء مرض ما بخلطة أعشاب سرية نشتريها من عنده هو بالتأكيد أقل مصداقية من شخص يعلمنا كيف يمكن علاج وشفاء نفس المرض بتناول أنواع معينة من الخضار والأغذية المتوفرة في كل مكان. فالشخص الأول ذو مصلحة شخصية مادية مباشرة في تقديم هذا الإدعاء بينما من البديهي أن الشخص الثاني ليس له أية مصلحة شخصية في تقديم معلوماته.
6. إذا كان الإدعاء جيدا لدرجة لا تصدق فهو حتما كاذب
فمثلا لو كان هناك بالفعل خلطة أعشاب تعطينا شبابا دائما لرأينا أسلافنا على قيد الحياة الآن بمن فيهم الأنبياء.
7. مادح نفسه كذاب
لنقرأ معا ما قرأت على إحدى الفضائيات منذ أيام فقط:
منتج الدكتور ..... يبهر الأسواق العالمية حيث تشفي نهائيا من ... ومن ... ومن ... حيث صدرت تقارير عالمية موثقة تثبت ذلك. والدكتور ..... هو الوحيد في العالم الذي صنع هذا المنتج الذي لم تعرفه البشرية من قبل وقد احتفظ بأسرارها لنفسه وصنع هذا المنتج ولا يعلم أسرارها سوى الدكتور ..... الحاصل على شهادات الدكتوراه من العديد من جامعات الصين وكذلك من كبريات جامعات الولايات المتحدة وتحقق منتجاته أعلى مبيعات على ظهر الأرض ....
فهل تصدق عزيزي القارئ كل هذا الإدعاءات؟ كن أنت الحكم.
وأترك القراء في النهاية مع قولين مشهورين لحقائق أزلية الأول من الطب النبوي العربي: المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء, والقول الثاني من الطب الصيني: الأمراض التي لا تشفى بالدواء, يمكن شفاؤها فقط بالغذاء. فعند الإصابة بمرض ما وعند فشل العلاج الدوائي الكيماوي فلن يكون هناك شفاء حقيقي سوى بالحمية الصحيحة والتغذية المناسبة شئنا ذلك أم أبينا.
خبير التغذية والقزحية رائد طليمات | |
|