بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثير طيبا مباركا والصلاة والسلام على سيد خلقه وخاتم رسله محمد وعلى اله وصحابته والسلام على اوليائه وخاصته ثم اما بعد
في هذا المقال سوف اعرض بعون الله تعالى نسب قبائل الفواتير ببلاد طرابلس الغرب بليبيا المنحدرون من ذرية مولانا ادريس الازهر باني فاس ابن مولانا ادريس الاكبر مؤسس دولة الادارسة ببلاد المغرب وسوف نتعرض كالعادة لشبهات اثيرت حول صحة نسب القوم ونحاول الرد عليها بما يتيسر من علم وفهم ونقل هذا من حيث الاصول ومن ثم ناتي على التفريعات الاصلية والتبعية لقبائل الفواتير وبيان ما هو اصيل وما هو منضم وما هو موقوف وما الى ذالك كل هذا ياتي في حينه وحسب فترات الفراغ والرجاء المحافظة على انضباط المنهجية وعدم كتابة مداخلات خارجة عن الموضوع لاننا قد نضطر لحذفها حفاظا على وحدة الموضوع وتسلسل المباحث والمتون هذا والله تعالى اعلم وهو يهدي السبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا التفريعات الأصلية للفواتير
ينحدر جميع الفواتير على حسب المشهور والمنقول بتصرف بشجرة الأشراف الموجودة لدى آل بحيح بمدينة زليطن ينحدرون من سيدي سليمان بن سالم بن عمران الفيتو ري الذي يرقـد بساحل طرابلس برباط الشعاب والذي استشهد هناك وهو يصد احد غارات الإفرنج وقبره معروف مزار إلى اليوم بمدينة طرابلس فهو الولي الصالح المجاهد سيدي سليمان بن سالم وقبره بالزاوية الغربية بمقبرة عوسجة بن عمران وقبره أيضا بالعوسجة ابن احمد وقبره أيضا بالعوسجة ابن خليفة (وهو الملقب (بفيتور) وسوف نأتي إلى قصة هذا اللقب في حينها ) بن عبد الله ( وهو الملقب بنبيل ) المقبور بمكة المكرمة بن عمران المقبور بمدينة اغمات بالمغرب الأقصى بن احمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد القادر بن احمد ( الملقب بعبد الرحيم ) بن محمد المقبور بمدينة اغمات بالمغرب الأقصى ابن عبد الله ابن إدريس الأصغر باني فاس وثاني ملوك الادارسة بن مولاي إدريس الأكبر مؤسس دولة الادارسة بالمغرب بن عبد الله ( الملقب بالمحض والملقب بالكامل ) بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام وابن السيدة البتول فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم *
أعقب سيدي سليمان بن سالم الفيتو ري سبعا من الولد وهم سيدي محمد الكبير وسيدي محمد الصغير وسيدي يعقوب (الملقب بالسخان ) وسيدي عبد العزيز وسيدي عبد الله وسيدي محيا وسيدي عبد الواحد وقبورهم جميعا عدا سيدي عبد الواحد بروضة تعرف باسمهم روضة السبعة ومقام جوارها منارة شرعية لتحفيظ القران الكريم والعلوم الشرعية تعرف بزاوية السبعة بمدينة زليطن شرق طرابلس موطن استقرارهم وسكناهم وهذه الزاوية المعنية في ا بيات الشاعر الليبي احمد الشارف القائل :
لله زاويـــة بأســــفل مــــاجر ذات الفتوح ومهبط الامداد
الله شرفـــــها بأكـــرم منــزل ياحبذا المغنى وذاك الوادي
وبها المكارم لم تزل محروسة بجوارهــا للسبعة الأجــــداد
فيطيب في أرجائها عرف الشذا ويفوح من نسب النبي الهادي
خصت من السر المفاض بنفحة وحوت من البركات خير مراد
وهذا النسب هو المشهور والمعروف عند جميع النسابة وهو ما ذهبت إليه كافة الوثائق المحلية ولا يوجد خلاف معتبر حول صحة هذا النسب إلا بعض الأقوال الشاذة والمردودة بالشهرة والتواتر وأقوال جمهرة أهل العلم والمعرفة كما سيأتي في حينه بإذن الله
مصدر النصوص
( كتاب رسائل الأسمر ) لفضيلة الشيخ الدكتور مصطفى عمران بن رابعة
(كتاب تنقيح روضة الأزهار) للشيخ العلامة محمد مخلوف
ثانيا قصة لقب الفيتوري
على اثر انهيار دولة الادارسة بالمغرب الاقصى وتشتت ابناء البيت الادريسي والتنكيل بهم تفرقت هذة السلالة الشريفة من ابناء مولاي ادريس بن عبدالله المحض( في قبائل المغرب ولاذوا بالاختفاء الى ان خلعوا شارة ذالك النسب الشريف واستحالت صبغتهم الى البداوة ) *
ذكر محمد مخلوف في كتابه تنقيح روضه الازهار وهو كتاب يعتني بسيرة وطريقه الشيخ سيدي عبد السلام بن سليم الفيتوري الملقب بالاسمر انه وفي اواخر القرن الرابع الهجري نزل بتونس السيد عبد الله بن عمران الادريسي والمشهوربـ( نبيل ) مع بعض من ابناء عمومته واقاموا في كنف بني سعيد واستقامت لنبيل واله الحياة في حي بني سعيد هؤلاء ثم حدث مانغص عليه عيشه وارق ليله ،وذالك من طمع احد اولاد سعيد في الزواج من احد بنات السيد نبيل التي تمت خطبتها لاحد ابناء اخيه ( يرجح انه تمت بينه وبينهم مناوشات ) وخشية من عنتهم قرر الابتعاد عنهم والاحتماء باسرته لدى احد القبائل المجاورة وهم قبيلة ( دريد ) الهلالية ثم لحق بقافلة حجاج المتجهة تلقاء مكة المكرمة حتى نزل بالقرب من طرابلس الغرب وبالتحديد مدينة الزاوية الغربية حيث توقف الركب للراحة فراقت لنبيل الاقامة بها ، وحتى يضمن له ولااله الامن والاستقرار كان ينتسب الى حلفائه بني سعيد لانهم كانوا من اكبر القبائل واشدهم بأسا ومنعه في الغرب ، وكانت لتلك الخصومة بينه وبين بني سعيد اثر كبير حتى وصل الى علمهم نزول نبيل بارض طرابلس حتى باتت غارتهم تتوالى على بني نبيل وفي احد الاعـوام يرحل نبيل للحج الى بيت الله الحرام ووفاته المنية هناك وقبر بمكة ، وفي احد الغارات الغاشمة الشنعاء على بني نبيل والتي ابادوهم عن بكرة ابيه حتى صاروا يبقورن بطون الحوامل ففر رجل منهم اي من ولد نبيل واسمه خليفة الى معصرة فيها ثمال زيتون تسمى بالفيتورة في عرف تلك البلد فلبث فيه حتى يظهر منه الا وجهه حتى افترق البغاة فاخرجه القوم وهو مغمى عليه كالميت ولم يستفيق الا بعد عدة ايام ومن يومها سمي خليفة فيتور
هذة القصة مشهورة بل متواترة عندنا يذكرها كل من يذكر الفواتير وهي موجودة حسب شهادة الدكتور مصطفى رابعة بشجرة الاشراف لدى ال بحيح بزليتن وكتاب تنقيح روضة الازهار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كتاب الاستقصاء ، للناصري
الدرر السنية ، للسنوسي
* تحقيق وتخريج النسب الدكتور الشيخ مصطفى عمران رابعة